catrose
عدد الرسائل : 113 المهنة : الهواية : االأوسمة : تاريخ التسجيل : 14/07/2008
| موضوع: الحب و البحر ( لا امان للحب ) الأحد سبتمبر 14, 2008 7:59 pm | |
| في يوم ما على ضوء الفجر الذي يبدد ضباب البحر ، على تلك الأمواج التي تتصارع ، وعلى طيور النورس التي تتباهى ، وعلى تلك الغيوم التي تحجب الأفق ، إلا من تلك الثغرة الصغيرة في السماء ، التي امتدت منها من خلالها أشعة الشمس بخيوطها الذهبية ، التي سطعت على ذلك الجبين . على جبين ذلك الشاب الذي أنس البحر بقدر بغضه له أنس هذا الفجر بنسماته التي تداعب خصال شهره المتطايرة على جبينه بقدر كرهه له ، يقترب منه تارة وتارة يبتعد ، يفرح تارة وتارة يكتئب ، حتى طيور النورس عجبت لحاله وأخذت تحوم حوله ، ما لهذا الشاب !
بالأمس يركب البحر ويصارع الأمواج ، ويتباهى ببسمته ، بالأمس كان وهجا للشمس ونبراسا للقمر ، ماذا به ! ما لذي حدث ؟؟ ما لذلك الغموض الذي ينافس هذا البحر ، لماذا يركل الأصداف هكذا ؟ لمَ هذا التحديق الذي يهدد البحر ؟ لمَ .. ولمَ .. الكثير من الأسئلة تثار حول هذا الغموض !!!
(((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
نعم قد كان بالأمس كوردة الياسمين بطهرها وصفائها عندما تستقبل الحياة في كل صباح . نعم .. لكن هذه الياسمين قد نبتت في أرض غير أرضها ، شاءت لها الأقدار أن تنمو. لكن هذه الزهرة لم تدوم ولن تدوم فمن أتى بها سيأخذها ، ستأتي في موسم واحد فقط ثم تموت ، وبما أن الأرض ليست أرضها فقد لا تعود في موسم آخر بعد الآن . نعم هذا ما حدث ، كان دائما ما يأتي هذا الشاب على ضوء الفجر إلى هذا البحر الذي يستنير بأشعته الوردية على أضواء الشروق كان دائما يأتي إلى هنا ، نعم فهنا شاءت الأقدار أنت تكتب على هذه الرمال كلمة " أحبك " ، هنا مواعيد الغرام ، مواعيد الحب والوفاء , ليس للبحر ولا للشروق ولا لهذه النسمات بل لتلك الأحاسيس التي تشبثت بأجوائها . نعم .. هذا المكان هو مكان الحب ، أول حب وأروع حب ، قد يكون للروعة معنيان ، والحقيقة أن كلاهما قد تحقق .
(((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
لقد التقى بها هنا في هذا المكان لقاء غرباء ، على اغتراب القمر ، وبدأت الغرابة تتلاشى حين بدأت العواطف تشرق على قلبيهما على إشراقة الفجر . احبها وأحبته ، كانت جميلة بجمال الطبيعة ، بعذوبة الماء وصفاء السماء ، كان لقاءها كالشروق وغيابها كالغياب ، كانت أمواج البحر تقبل قدميها كلما دنت منه ، ورمال البحر تتوق لرسم وطأتها ، كانت جميلة بعيون العشاق وعيون العذال .
نعم .. في ذات يوم جميل يبتهل على هذا الشاب الذي أخذ هذا المكان مرفأ له يلجأ إليه كل يوم ، أتى هذا اليوم غريب من مطلعة ، كان يوم هادئً منعش ببرودته وبنسماته ، لم تكن هنا الغرابة بل كانت الغرابة في إضاءة هذا الشاطئ العليل . فلقد اختفت النجوم وأوشك القمر أن يختفي أيضا . بل بالفعل بدأ يختفي ، فها هي تلك الجميلة تسير على محاذاة هذا الشاطئ الوردي ، وهاهي تقترب ، وها هو القمر يختفي ، لكن ضوءه أخذ يتولد من جديد في عينَي ذلك الشاب ، الذي أعجب بها كل الإعجاب إنها بالفعل ليلة غريبة ، من ليالي العمر ، لحظه لا يُحسب لها أي حساب ولم تتوفر فيها الجمل لوصفه .
(((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
كم هي جميلة .. بقي في مكانه مجاهدا يبحث عن أنفاسه وهي ما زالت تقترب ، وهو ما زال يحلق بها ، بل بالفعل لقد هام بها ، رغم أنه لم يكن كباقي الشباب الذين ينجذبون للجمال بهذه الطريقة ، لكن المغري بالأمر أنها أتت إليه إلى هذا المكان " الرومانسي " كما يسميه ، أعجب بها لغرابتها ولجمال شرودها وهي تحدق بالبحر وعيونها تتلألأ على ضوء القمر ، كما يتلألأ ضوء القمر على سطح البحر ، والذي أخذ لونه من عينيها . ها هي تقترب .. سوف تمر من أمامه ، بالفعل لقد عبرت من أمام عينيه ، لكنها لم تعبر !! بل توقفت أمامه مباشرة ، وأخذت تنظر إلى البحر وهو هائم بعيونه التي تخفق مع شالها الأسود ..
وفجأة !! أشع نور قوي على وجهه ، أراد أن يرمش بعينيه ، أراد أن يصد النور بيده ، فلم يستطع ، فلقد كان نورا يبهج الروح وينعش القلب ويحرك المشاعر الكامنة لهذا المواقف .
(((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
لقد كان وجهها ...
- السلام عليك .
• نعم . . أهلا . . عليكم السلام والرحمة .
- ألا تسدي لي خدمة .. لو سمحت ؟؟
. ماذا .. نعم . . تفضلي " أمر " .
- الم ترى أخي الصغير قبل بضع دقائق ؟
• ماذا .. أخوك !! .. لا .. لم أره .. اعذريني لم أره .
- يــاه . . . كم هو شقي هذا الطفل .
لقد كان بصحبتي قبل قليل .. فهرب !!
• لا تقلقي . . ستجديه إن شاء الله .
- هل التقينا قبل الآن ؟
أظن أني رأيتك من قبل ؟!
• ربما . .
- أين ؟
• لا أدري .. ربما هنا ، أنا دائما أجلس هنا في ساعات الصباح الأولى .
- هل تجلس وحدك ؟
• نعم . . لكن ليس دائما .
( ضحكت قليلا )
- لكن لماذا هذه الوحدة ؟ هل تحوي مشاعر خاصة .. أعني هل أنت شاعر ؟
• " يعني " ليس بالضبط .
- أنا أحب الشعر وأيضا أحب هذا المكان ، لكن لا أستطيع الحضور بشكل ملحوظ ، حضوري هنا فقط لكي أصطحب هذا الشقي في نزهه.
يـــا . . . أين هذا الشقي الآن ؟؟
• هل حقا أنت تحبين الشعر ؟!
- نعم .. أنا حقا مولعة بالشعر ، لكن لا أكتبه .
• لمَ ؟
- لست موهوبة في ذلك ، كما تعلم الشعر موهبة
• لكن بالتأكيد حاولتِ .
- لا . . بلى لقد حاولت مرارا لكنها " خرابيط " لا تصلح شعرا .
• حسنا .. أنا أحب الشعر أيضا ، لكنني أحاول الكتابة بشكل جدي جيد نوعا ما ، لا أقول هذا مفاخرة لكن بالفعل الشعر طبيبي أينما كنت ، ولربما يكون هو سبب عزلتي الآن .
- نعم " واضح " .
( ابتسامة صغيرة )
• كيف ؟
- " رومانسيتك واضحة "
( ضحك قليلا )
• حسنا من يعجبك من الشعراء ؟
- ليس لدي شاعر محدد .. أن أقرأ للكل .
• جميل .. بصراحة .. أنا من أشد المعجبين بالشاعر الكبير الأستاذ " يحيى توفيق " .
- " واااو" ذوق مميز .. نعم أنا أحبه أيضا .
أختي .. أختي .. أنا هنا .. لقد حظر أبي ، هيا أسرعي ...
- يــاه .. لقد أخذنا الوقت .. " عن إذنك "
• .. .. .. نعم .. إلى اللقاء .
- وهل هناك لقاء ؟!
• لا أدري ربما .
(((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
ذهبت .. وذهب هو الآخر يتبعها بقلبه .. وأخذه الصمت لبرهة ، ثم ألقى بجسد العليل على الأرض ، وأخذ يتمعن بالقمر ، ويسأل نفسه .. ما لذي أصابني ؟! هل هذا الحب ؟ هل سأحب بهذه الطريقة ؟ بهذه السرعة ؟ بهذه الغرابة والغموض ؟ لقاءنا فقط لدقائق ...
أخذ يتناسى هذا اللقاء ، وهذا الحب , لكن قلبه ما زال معلقا . أصبح يأتي كل يوم لهذا المكان بشيء من التبكير والحماس ولربما شيئا من " العناد" أيضا ، فهو ما زال منكرا وقوع قلبه في حبها .
مر اليومين أو لربما الثالث ،أيضا ، وهو يحاول أن يتناسى تلك ( الحادثة ) أو أن يتأخر عن مواعيد البحر ، فلا يستطيع .
في هذا اليوم عاد النور ثانية إلى البحر وغابت النجوم واختفى القمر وعادت النسائم بانتعاشها وهدوء البحر بصوت أمواجه التي امتدت من بعد جزرها ، بالفعل لقد أتت ، لكن ما بال هذا الشاب واقف من مكانه !! ( وهو منكر لحبه ) ، لقد أتت إليه ومعها ذاك الطفل الجميل " سامر " .
(((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
- السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
• أهلا . . وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
- أما زلت هنا ؟!
• وأين تودين أن تريني ؟
- لا أدري ، لكن قلت لعلها صدفة في ذلك اليوم حين التقينا ، أعني أنها لن تتكرر .
(ابتسم)
• أي أنك لا تودين رؤيتي الآن ؟!
( ردت بانفعال )
لا .. لا . . لا أعني ذلك ، على العكس لقد كانت تلك الليلة رائعة بالفعل ، لولا هذا الطفل الشقي .
• أوه . . إذن أنت الشقي .. ما اسمك ؟
* اسمي " سامر " .
• أهلا سامر .. هل أنت مشتاق للبحر هذا اليوم ؟
* لا .. لا أحب البحر ، لكن أختي أحضرتني .
- لا هو لا يعني ذلك ، لقد ألح علي كثيرا فأحضرته ، وما كنت لحضرت لولاه .
هيا سامر اذهب و ألعب مع الأطفال .. هيا .
* حسنا .. لكن سأخبر أبي أنك ضربتني .
- هيا .. اذهب !!
( ضحكات تتلوها ضحكات )
• ما بك " ترفقي على الولد " .
- إنه بالفعل متعب .
• ماذا .. هل بالفعل تودين قضاء هذه الليلة معي ؟!
- لا . . . لا أدري ، أنا فقط أتيت لأراقب هذا الشقي .
• حسنا .. هل تودين أن تأخذي جولة صغيرة معي على الأقدام ، على امتداد هذا الساحل ، فالبرودة هنا منعشة .
- ماذا !! نعم .. نعم .. لا بأس .
• هيا إذن .
((((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
ترافقا جنبا إلى جنب ، وذهبا سوية يركلان الأصداف على جانب البحر ، مضى الوقت ما شاء الله به أن يمضي ، وهما يتبادلان الحديث والضحكات ( الخجولة) ، وأمور التعارف ، ابتداء بالأسماء ( الحقيقية ) وانتهاء بهموم الحياة ، مرورا بالهوايات والعواطف . لقد أعجبت به إعجابا عظيما ، لغرابته وغموضه تارة ، و" برومانسيته" تارة أخرى ، وهو الآخر أعجب بجمالها قبل كل شيء ، وبجراءتها وطيب لسانها ورقة أسلوبها .
بدأ الفجر يطرق أبواب الليل بأشعته التي أخذت تتسلل إلى السماء ، وبأصوات العصافير التي تسبح لخالق هذا الإبداع والجمال ، وأخذ البحر يشع بنوره من قرص الشمس الخجول ، وها هما الأحباب قد عادا ، بوهج قوي بينهما من تلك الأنامل الجميلة التي تشبثت ببعضها وصنعت أحلى وأعذب وهج قد أستمد قوته وبراءته من تلك الابتسامتان اللاتي أغاضتا قرص الشمس وبحرها ، بالفعل قد عاذا وذلك الطفل الشقي ( كما يدعيان) ممد على الأرض من التعب والإعياء .
((((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
• إذن ستذهبين الآن ؟!
- نعم سوف أذهب . . . وأنت ؟!
• لا أدري .. لكن ماذا يكون البحر من دونك أنت .
( ضحكت بحياء)
- " هذا من طيبك " لكن بالفعل لقد تأخرت كثيرا .
• حسنا إلى اللقاء .
- إلى اللقاء.
((((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
ومر يوما قاسيا مملا مهموما وصعبا حتى يوم الغد ، فالقد أضناهما الشوق بعد تلك الليلة الرائعة " ليلة المصارحات " ،والآن قد ابتدأت ليلة جميلة رائعة تشدو بالحب والبراءة ، ومن البداية أخذت تلك الأنامل تتبادل القبلات الدافئة على أقوى ( وأعنف) احتضان لراحتيهما ، بالفعل أخذا الشاطئ وبدأت المسيرة ، مسيرة الحب والعطاء العاطفي ، بنما بقي " الشقي " مع الأطفال يفرغ ما فيه من جهد ونشاط بصحبة كرته الصغيرة ، التي تصحبه أينما كان .
هكذا مرة الأيام أحلى من العسل وأسرع من البرق حتى أتى ذلك اليوم ، من بعد علاقة حب دامت شهورا بلياليها ، بل ليال بشهورها ، أتى ذلك اليوم الذي يقول " لا أمان للحب " ، أتى ذلك اليوم كما لو أنه متلهث لمصيبته ولأحداثه المؤلمة ، كانا على موعد مع هذا اليوم دون سابق إنذار أو حتى تنويه ، تماما كما بدآ هذه القصة ، بالفعل لقد التقيا هذه الليلة ، بالفعل لقد ابتدآ بقبلة الوصول وعناق الشوق ، وكالعادة ذهبا لقضاء ساعات الحب معا على محاذاة هذا الشاطئ ، وبقي سامر يلهو ويمرح مع أصدقاءه الذين (ملهم وأملوه) على الشاطئ أيضا ، مضى الوقت كرمشه عين ، وعادا الأحبة على أضواء الفجر كالعادة ، أتيا وهما يتضاحكان ويتمازحان إلى أن مكثا بالقرب من ملجأهما الذي انطلقا منه ، مضى الوقت وهم ينتظرون سامر الذي لم يجدانه كعادة ممد هنا من الإعياء .
((((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
- يـــاه .. أين هذا الشقي ؟
سوف يأتي أبي الآن .. لا أريد محاضرات .
• فعلا لقد اقترب موعد أبيك .
سوف أبحث عنه ابقي هنا .
- لا .. سوف أبحث معك أيضا .
• هل يجرؤ أخيك على الابتعاد من هنا ؟
- لا .. لا أظنه سيذهب بعيدا .
• لكن لا أرى أحدا هنا !! لقد رحل جميع الأطفال .
( بدأ الخوف يرى طريقه إلى قلبيهما في هذه اللحظات )
• ما بكِ ؟
- لا أدري .. لقد أضعت أخي .
• أرجوك اهدئي .. سنجده إن شاء الله .
- لكن .. لا أرى له أي أثر !!
• أرجوك لا تبك .. اهدئي .
- أنظر !! أنظر .. أليست هذا كرة سامر !!
• ماذا !! نعم أظن ذلك .
• لكن أين هو ؟؟
( كانت الكرة تطفو على سطح البحر )
• أرجوك .. كفي عن البكاء .. سأدخل إلى البحر لأبحث عنه ، وأنت ابحثي لنا عن نجدة .
هيا .. أسرعي . . .
((((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
انطلق إلى البحر بأنفاسٍ عميقة قد احتبسها داخل شرايينه وتتدفق من قلبه ، وأخذ يبحث ويبحث " أين أنت يا سامر ، أخرج أرجوك .. أين أنت " ، أخذ يبحث حتى ضاقت شرايينه وضمر قلبه تأنيبا منه لنفسه ، ولم يفق إلا على أيدي رجال الإنقاذ ، الذين هموا في إنقاذه والبحث عن سامر .
استيقض من غيبوبته فزعا ليمسك بيد أحد رجال الإنقاذ ..
((((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
. ماذا حدث ؟؟
أين أنا !! .. أين سامر ؟؟ أخبرني . . .
- اهدأ .. اهدأ .. بالكاد وجدناك .
• نعم .. لكن أين سامر ؟؟
( حاول الرجل التهرب ، فاستأذنه لكي يؤدي عملة ، لكنه أمسكه وشده بقوة )
• أرجوك أخبرني ..
هل وجدتموه ؟؟ .. هل مات سامر ؟؟ .. هل مات ؟ أخبرني .. أخبرني . . .
( رفع الرجل رأسه )
- ليس بعد .. نحن لم نجده ..
( فأخذ الشاب يبكي ما شاء الله له أن يبكي بدموعه التي تختنق بماء البحر التي احتبسها قلبه )
- لا تقنط من رحمة الله ، كن متفائلا .. كن مؤمنا بالله .. سنجده إن شاء الله .
عادوا إلى الشاطئ للقاء موعدهم مع رجال الإسعاف الذين لبوا نداءهم عند معاودة الشاب لغيبوبته ، لم يفق هذا الشاب إلا في صباح اليوم التالي ، وما زال يتنهد ببكاءه ، وبقس في المستشفى قرابة ثلاثة أيام ، لسوء حالته النفسية . نعم .. لقد خرج الآن ، لكنه غير الذي كان ، إنه يكمن أعمق الأشجان ، أنه يعاقب نفسه ويوبخ مشاعره ، أصبح ضعيفا ، شاحب الوجه ، ثقيل الخطى ، لقد تغير كثيرا ، فليس هناك عقاب أقسى من عقاب النفس .
ما زال لا يعلم ما لذي حدث ، لا يعلم هل سامر على قيد الحياة أم لا ، لا يعلم هل حماقة حبة موجودة في دوافعه أم لا ، لقد انفصل عن عالمه ، لم يعد ينتمي لأي علم أو مجتمع ، لم يعد يبالي بأي أمر سوى أنه مذنب يستحق العقاب ، فلم يعد يملك الجراءة ليواجه موقفه ، لقد ذهب كل شيء ، لا نجاة لقب قد غرق باندفاعه ، اصبح يمكث اليوم بأكمله في عزلة غرفته حتى ساعات الصباح الأولى ليذهب إلى ذلك المكان الذي شاءت الأقدار أن تزال منه تلك الكلمة كلمة الحب لتندثر مع الذكريات المؤلمة ويكتب عليها " لا أمان للحب " .
من ضمن المقالات الأدبية التي أعجبتني لما تحمله بين طياتها من فلسفة وأسلوب جميل ومفردات رائعة ومعان عميقة وأحببت مشاركتكم بها وإبداء آرائكم حولها
((((((((((((((((((( ))))))))))))))))))
| |
|