mohamed Admin
عدد الرسائل : 646 المهنة : الهواية : االأوسمة : تاريخ التسجيل : 30/06/2008
| موضوع: موسوعة الموسيقار السهل الممتنع محمد فوزي... الإثنين يوليو 14, 2008 2:11 pm | |
|
قصة حياة محمد فوزى :
ولد محمد فوزي عبد العال الحو في حي اسكاروس بمدينة طنطا في عام 1918 كان والده مزارعا ميسور الحال من أعيان بلدة كفر أبو الجندي التي تبعد عن مدينة طنطا بحوالي عشرة كيلومترات.. وكان محمد فوزي الابن الحادي والعشرين في قائمة والده الذي تزوج ثلاث نساء، ولكنه الابن الأكبر لأمه وهي الزوجة الثالثة، أما أخواته وأخوته الأشقاء فهم: حورية، وبهيجة التي اشتهرت باسم هدى سلطان، وزوز التي اشتهرت باسم هند علام، واصغر الأشقاء احمد.. وكان فوزي وأشقاؤه يقيمون في طنطا حيث ولدوا.. أما بقية أخواته وأخوته فكانوا يقيمون مع أمهاتهم في قرية كفر أبو جندي.. ويقول الكثيرون من أبناء كفر أبو جندي أن محمد فوزي وشقيقتيه هدى سلطان وهند علام وهي أسماء فنية قد ورثوا حلاوة الصوت من والدهم الذي كان يحفظ القرآن جيدا ويقرأه ويرتله في مناسبات القرية وفي جلساته مع أصدقائه من دون مقابل.
وكانت علامات حلاوة الصوت تظهر على الطفل محمد فوزي واشتهر بين أقرانه بحب الغناء، وكان يدعى للترفيه عن زملائه في المدرسة فيغني لهم أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم.
وعن تلك الفترة من عمره يقول احمد توفيق صالح صديق عمره الذي عينه فوزي فيما بعد مديرا لمكتبه عندما انشأ شركته السينمائية: إن موهبة محمد فوزي في الغناء تأكدت وهو في الثانية عشرة من عمره وفي يوم الجمعة من كل أسبوع كنا نتردد معا على حديقة المنتزه في طنطا لنستمع إلى فرقة موسيقا اللجأ العباسي التي كانت تعزف في كشك الموسيقا ويتطوع بالغناء وينتزع التصفيق والإعجاب من الحاضرين.. وكانت من احب الأغاني في تلك الأيام أغنيات كلنا نحب القمر و حسدوني وباين في عنيهم و يا جارة الوادي لعبد الوهاب، و ياما أمر الفراق و اللي حبك يا هناه لأم كلثوم.
ومن حديقة المنتزه خرجت شهرة المطرب الصغير وصار له جمهور من المعجبين والمعجبات فدفع ذلك بعض المتعهدين إلى دعوته للغناء في الحفلات والأفراح والموالد خاصة مولد العارف بالله السيد أحمد البدوي الذي اشتهر بلقب شيخ العرب.. ومن طريف ما يذكر انه غنى ذات مرة في أحد الأفراح أغنية محمد عبد الوهاب أيها الراقدون تحت التراب . فتشاءم أصحاب الفرح وطردوه وكادوا يفتكون به.
وقد دفع نجاح محمد فوزي أحد المتعهدين في طنطا واسمه عبد الحميد الصغير ليستغله فكان يقيم له حفلات عامة يجني من ورائها الأرباح من دون أن يسأل المطرب الصغير أجره.. فقد كان كل همه أن يغني ويسمع الناس صوته فقط.
وذات يوم نصحه أستاذ التاريخ والجغرافيا بأن يهذب موهبته على أساس علمي.. وسأله فوزي عن الطريق الذي يتعلم فيه الموسيقا فأشار عليه بأن يستعين بعسكري في فرقة موسيقا المطافئ في طنطا اسمه محمد الجريبلي فتعلم على يديه العزف على العود وأصول الغناء وبعض التواشيح.
وجاوزت شهرته حدود الإقليم ليغني في القرى والبلاد المجاورة في الأفراح والمولد خصوصا مولد السيد احمد البدوي بالمجان ويظل خارج البيت حتى الصباح مما جعله يتخلف عن الدراسة من اجل أن يشبع هوايته الفنية. وانتهى فوزي من الدراسة الابتدائية ودخل المدرسة الثانوية في طنطا، وقوبل من تلاميذها بترحاب كبير، فقد كانت شهرته كمطرب قد سبقته في اليوم الأول لبدء الدراسة، وقرر التلميذ محمد فوزي أن يقدم شيئا جديدا للمرحلة التعليمية الجديدة ففاجأ زملاءه ذات يوم وقد أمسك بقصيدة من قصائد الشعر المقررة وراح يلحنها وقوبلت هذه المحاولة من زملائه الطلبة بإعجاب وتصفيق.
وفي هذه الأثناء جاء إلى طنطا ضابط الإيقاع الكبير في ذلك الوقت مصطفى العقاد ومعه بعض أفراد فرقته، فسعى محمد فوزي للقاء العقاد والتعرف إليه ودعاهم للاستماع إليه، فأعجبوا به ورأوا في صوته خامة صالحة للغناء، وكان العقاد وقتها عضوا في معهد فؤاد للموسيقا العربية فشجعه على السفر إلى القاهرة للالتحاق بالمعهد جاء محمد فوزي إلى القاهرة قبل الموعد المحدد لبدء الموسم الدراسي بالمعهد ليلتقي بضابط الإيقاع مصطفى العقاد عضو مجلس إدارة المعهد ليحقق أمله بالالتحاق في المعهد كما وعده بذلك حين التقى به في طنطا.. وعندما ذهب إليه في المعهد كان يعتقد انه سيلحقه به بدون امتحان على اعتبار انه استمع إليه وأبدى إعجابه بصوته.
وادى فوزي الامتحان أمام لجنة برئاسة مصطفى بك رضا رئيس المعهد وعضوية كل من الدكتور محمود احمد الحفني وإبراهيم شفيق وصقر علي وإبراهيم حجاج.. وغنى أمامهم أغنيتي “كلنا نحب القمر” لمحمد عبد الوهاب “وياما أمر الفراق” لأم كلثوم، واجتاز الامتحان بصعوبة لان مصطفى رضا وإبراهيم شفيق من أنصار القديم وطلبا منه أن يغني شيئا من أغاني التراث.. فقال لهما.. يعني إيه يا فندم؟ زي أغاني صالح عبد الحي مش فاهم يا فندم
أنت مش بتسمع صالح عبد الحي؟
عمري ما سمعته يا فندم.
وغضب مصطفى رضا.. ومر الامتحان بسلام بين الغضب والضحك.. وأصبح محمد فوزي طالبا بالمعهد. وبدأت رحلة جديدة بالقاهرة مليئة بالحرمان.. وكانت أمه ترسل له جنيها في الشهر، كان لا يكفيه مسكنه الذي كان عبارة عن غرفة بها مرتبة على الأرض فقط.. وقد دفعه الفقر إلى أن يتفق مع صاحب محل حلواني مواجه للمنزل الذي يقيم فيه بأن يتناول الوجبات الثلاث يوميا لبن وكنافة فقط على أن يسدد ثمنها في آخر الشهر.
فجأة ابتسم الحظ ذات يوم عندما فوجئ ببديعة مصابني تستدعيه للعمل في فرقتها بعد أن رشحه لها أساتذته في المعهد ووقعت له عقدا بأجر خمسة جنيهات في الشهر.. فانفرجت أزمته وبدأ يسدد ديونه ويتطلع إلى مستقبل كبير في دنيا الفن.. وفي كواليس فرقة بديعة مصابني نشأت قصة حب بينه وبين إحدى راقصات الفرقة واسمها “لولا”.. وكانت لوائح فرقة بديعة تمنع قيام أي علاقة حب بين فناني وفنانات الفرقة لأنها كانت تعتقد أن تلك العلاقات تجعل كل محب يغار على محبوبته من المعجبين مما يؤثر على سير العمل.. وعندما اكتشفت بديعة مصابني العلاقة الغرامية التي بين محمد فوزي والراقصة “لولا” فصلت “لولا” لتبعدها عن طريق المطرب الجديد، ولما علم فوزي بذلك ذهب إلى بديعة معاتبا إياها على فصلها محبوبته فقالت له: إنه يجب أن يكون سعيدا لأنه لم يفصل هو الآخر فقدم استقالته من الفرقة تضامنا مع محبوبته “لولا” مضحيا براتبه الكبير الذي أنقذه من حياة الفقر.
وبعد تركه فرقة بديعة مصابني قضى شهرا بدون عمل هو و”لولا” ثم اتفق على تكوين فرقة استعراضية غنائية تطوف أنحاء الوجهين البحري والقبلي.. وفعلا قام مع فرقته الجديدة بهذه الرحلة وامتلأ جيبه بالنقود.. وعاد إلى القاهرة ليجد في انتظاره عروضا كثيرة من فرق استعراضية فقبل العمل مع فرقة فاطمة رشدي التي أدخلت إليها الاسكتشات الغنائية كوسيلة لجذب الجماهير واكتشفت فيه فاطمة رشدي موهبة التلحين فطلبت منه أن يضع لها بعض الألحان المسرحية والاسكتشات التي تقدمها على المسرح فكانت فاطمة رشدي أول من أكسبه الثقة في نفسه كملحن، ونشأت بينهما قصة حب سرعان ما انتهت
توالت نجاحات محمد فوزي فلفت إليه الأنظار مما دفع الفنان الكبير يوسف وهبي إلى اختياره للمشاركة في فيلم “سيف الجلاد” كمطرب وممثل في عام 1944، وقبل عمل محمد فوزي في هذا الفيلم أراد أن يسدل الستار على مغامراته العاطفية فتزوج من السيدة “هداية” بنت الجيران عندما انتقل إلى مسكنه الجديد في حي السكاكيني بالقاهرة في عام 1943، وكان زواجه من “هداية” بعد تعرضه لموقف كاد ينتهي بمأساة فقد وقعت في غرامه فتاة من أسرة تركية أحبته بجنون وعندما علمت انه يعرف فتاه أخرى غيرها هددته بالقضاء على مستقبله بتشويه وجهه بماء النار.. ومن يومها بدأ يتخلى عن شخصية “الدون جوان” ويبتعد عن المغامرات النسائية واقدم على زواجه الأول من بنت الجيران السيدة “هداية” التي أنجبت منه ثلاثة أبناء هم: المهندس سمير ومنير والدكتور نبيل.
واستمر زواج محمد فوزي وهداية ست سنوات ودخل مرحلة الأضواء في تلك الفترة وجذبته السينما بعد إثبات وجوده في فيلم “سيف الجلاد” كمطرب له حضور متميز.. وكان كل أصحابه يقولون له: “هداية وشها حلو عليك يا محمد”.
وبعد عرض فيلم “سيف الجلاد” اختاره المخرج الكبير احمد بدرخان للقيام ببطولة فيلم “قبلة في لبنان” وشاركته البطولة الفنانة مديحة يسري وأنور وجدي وسليمان نجيب وفردوس محمد وكان هذا ثاني أفلامه.. وكان أيضا الشرارة العاطفية التي بدأت بينه وبين مديحة يسري دون أن يظهر أي منهما عاطفة نحو الآخر لأن مديحة يسري كانت متزوجة من احمد سالم ومحمد فوزي متزوجا من السيدة “هداية”.. ثم التقيا مره أخرى عام 1949 في فيلم “فاطمة وماريكا وراشيل” إخراج حلمي رفلة، ثم توفي الفنان احمد سالم، بعد ذلك التقت مديحة يسري مع فوزي في فيلم “آه من الرجالة”،
وفي أوائل 1951 التقيا مرة رابعة في فيلم “نهاية قصة” الذي أنتجه محمد فوزي في نفس الوقت الذي كان ينتج فيه فيلم “الحب” مع صباح وقدما لأول مرة بالألوان ومن إخراج حلمي رفله، ليتزوج بعد ذلك من مديحة يسري حيث استمرت هذه الزيجة، من أبريل/ نيسان 1951، وانفصلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 1958.
| |
|