التتار وحلم غزو العالم - 15 جزء

التتار وحلم غزو العالم - جزء 1
لكى نتعرف على هذه القوة الجديدة فلابد من أن نلقي نظرة على أحوال العالم ككل في ذلك الوقت :
* حالة العالم قبل ظهور قوة التتار مباشرة :-
في هذه الأثناء لو نظرنا إلى الكرة الأرضية في ذلك الزمان لوجدنا أن هناك قوتان مؤثرتان في العالم في ذلك الوقت هما :
1- قوة المسلمين 2- قوة الصليبيين

أولاً : قوة المسلمين :-
المساحات الإسلامية في ذلك الوقت كانت تقترب من نصف مساحات الراضي المعمورة في العالم ؛ وحدود البلاد الإسلامية كانت تبدأمن غرب الصين وتمتد عبر آسيا وأفريقيا لتصل إلى غرب أوروبا في بلاد الأندلس ؛ وكان يسود العالم الإسلامي في ذلك الوقت رغم كبر مساحته وكثرة اٌناسه وكثرة موارده الفرقه والتدهور الكبير في الحالة الساسية لمعظم الأقطار الإسلامية والغريب أن هذا التدهور كان بعد سنوات من أوآخر القرن السادس الهجري حيث كانت أمة المسلمين قوية منتصرة متوحدة .
@ كيان العالم الإسلامي في ذلك الوقت :-
1- الخلافة العباسية :-
نشأت بعد سقوط الدولة الأموية سنة 132هـ وكانت عاصمتها بغداد وأصبحت الخلافة العباسية بحلول القرن السابع الهجري ضعيفة جدا حتى أصبحت لا تسيطر حقيقة إلا على وسط وجنوب العراق فأصبحت الخلافة في ذلك الزمان صورة خلافة وهي في الحقيقة لم تصبح خلافة لأن كل الأقطار الإسلامية أصبحت لها حكام وأمراء منفصلين ن الخلافة . وهذه بعض الدول :
2- مصر والشام والحجاز واليمن :-
وكانت هذه الأقطار في هذه الفترة تحت حكم الأيوبيين ورثة القائد العظيم " صلاح الدين اليوبي "3- بلاد المغرب والأندلس :-
وكانت هذه البلاد تحت حكم دولة الموحدين والتي كانت في هذه الأثناء قد أصبحت دولة ضعيفة في أوآخر عهدها .
4- دولة خوارزم :-
كانت تقريبا تحكم كل الشرق الإسلامي فهي دوله مترامية الأطراف تمتد حدودها من غرب الصين شرقا إلى أجزاء كبيرة جدا من إيران وكانت هذه الدولة على خلاف طويل وعقيم مع الخلافة العباسية .
5- الهند :-
وهي في ذلك الوقت كانت تقع تحت حكم الغوريين الذين كانوا أيضا على خلاف مع بني خوارزم .
6- غرب فارس :-
كانت هذه الأجزاء من فارس(إيران حاليا) تحت حكم الطائفة الإسماعيلية .
* من هي الطائفة الإسماعيلية ؟
هي طائفة من طوائف الشيعة وكانت شديدة الخبث وهي من أخبث الطوائف الشيعية على الإطلاق ولها مخالفات كثيرة في العقيدة جعلت كثيرا من العلماء يخرجونهم من الإسلام تماما ؛ فكانوا يخلطون الدين بالفلسفة وهم أصلا من أبناء المجوس ةأظهروا الإسلام وأبطنوا المجوسية وتئولوا القرآن على أهواءهم وأنكروا كثيرا من فرائض الإسلام ومن أهم مطالبهم الملك والسلطان لذلك كانوا يركزون على أمور السلاح والقتال وبناء القلاع والحصون .
7- منطقة الأناضول(تركيا حاليا) :-
وهذه المنطقة كانت تحت حكم السلاجقة الروم وأصولهم ترجع إلى الأتراك .
@ ونلاحظ في هذه الفترة أنه إنتشر بها الفتن والمؤآمرات وتعددت فيها الحروب بين المسلمين وإخوانهم في الدين وكثرت فيها المعاصي والذنوب وعم الترف والركون إلى الدنيا وهانت الكبائر تماما على قلوب الناس حتى كثر سماع أن هذا ظلم هذا وأن هذا قتل هذا وأن هذا سفك دم هذا وقد عُلم يقينا أن من كان على هذه الحالة لابد من إستبداله وأصبح العالم الإسلامي في ذلك الوقت ينتظر وقوع كارثة تقضي على كل هؤلاء الضعفاء في كل هذه الأقطار وليأتي بعد ذلك جيل من المسلمين يغير الوضع بمشيئة الله ويعيد للإسلام هيبتة وللخلافة قوتها ومجدها .
كان هذا هو حال الأمة الإسلامية في نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع الهجري .

ثانيا: قوة الصليبيين :-
1- غرب أوروبا :-
كان المركز الرئيسي للصليبيين في ذلك الوقت في غرب أوروبا وانشغل الأوروبيين بحروبهم المستمرة مع المسلمين فكان نصارى إنجلتر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يقومون بالحملات الصليبيية المتتالية المشهورة على بلاد الشام ومصر وكان نصارى أسبانيا والبرتغال ومعهم فرنسا في حروب مستمرة مع المسلمين في الأندلس .
2- الإمبراطورية البيزنطية :-
كانت هذه الإمبراطورية تحكم شرق أوروبا وكانت في ذلك الوقت من الضعف الذي لا يسمح لها بدخول حروب مع الدول الإسلامية رغم ضعفها هي الأخرى .
3- مملكة أرمينيا :-
وهي تقع في شمال فارس وغرب الأناضول وكانت في حروب مستمرة مع المسلمين وبالأخص السلاجقة الأتراك في الأناضول .
4- مملكة الكرج ( جورجيا حاليا ) :-
وهذه المملكة أيضا لم يتوقف الحروب بينها وبين المسلمين وبالأخص الدولة الخوارزمية .
5- الإمارات الصليبية :-
في الشام وفلسطين وتركيا وهذه الإمارات كانت تحتل مناطق إسلامية ذات اهمية بالغة وكانت أشهر هذه الإمارات هي ( أنطاكيا - عكا - طرابلس - صيدا - بيروت ........ ).
كان هذا هو موقع الأحداث في العالم في ذلك الوقت .
* أما بالنسبة لزمان الأحداث
فنهاية القرن السادس الهجري كانت سعيدة على العالم الإسلامي وتعيسة على الصليبيين ؛ فالعالم الإسلامي إنتقل في بداية القرن السابع من حالة القوة الكبيرة إلى حالة الضعف الشديدة والفرق بين الحدثين ما يقارب العشرين عاما فقط ففي أوآخر القرن السادس الهجري إنتصر البطل صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في موقعة حطين في الشام وكان ذلك في عام 583هـ وبعدها بثمانية سنوات فقط إنتصر البطل الإسلامي " المنصور الموحدي " زعيم دولة الموحدين على نصارى الندلس في موقعة الرك في سنة 591هـ .
فكان هذا هو ملخص سريع عن حالة المسلمين والعالم في ذلك الوقت .

تابعونى فى الجزء التانى فى من هم التتار واهم معلومات عنهم
zxczvzxcvv